منذ 20 ديسمبر 2021 بدأ بركان هونجا-تونجا الذي يقبع تحت سطح المحيط الهادئ إلى الشمال الغربي من أستراليا في النشاط بعد فترة من الخمول دخلها في 2014 وفي 15 يناير 2022 شهد العالم حادثاً فريداً حينما حدثت ثورة بركانية انفجارية ضخمة تسببت في اندفاع كرة من الغازات المضغوطة والرماد البركاني من الفوهة البركانية مخترقة مياه المحيط لترتفع في الغلاف الجوي أكثر من 20 كيلومترا مولدةً موجات تضاغطية وموجات تسونامي انتشرت في كافة أنحاء المحيط الهادئ ووصلت إلى سواحل اليابان ونيوزيلندا وأمريكا الجنوبية.
وانتشرت موجات تضاغطية قوية في الغلاف الجوي فيما رصدت موجات صوتية وتحت صوتية من خلال محطات نظام الرصد الدولي التابع لمنظمة الحظر الشامل لإجراء التجارب النووية كما رصدها أيضا القمر الصناعي Hamiwari-8.
وقد تولدت موجات التسونامي نتيجة الانفجار البركانى وإزاحة كمية كبيرة من المياه وسجل فى معظم إن لم يكن في كل محطات القياس التي كانت تعمل آنذاك ارتفاع في منسوب سطح البحر بأزمنة متباينة تعتمد على طبوغرافية قاع المحيط وعمق وطبوغرافية الساحل المتأثر
وصلت ارتفاعات الأمواج مستويات مختلفة ما بين بضع سنتيمترات إلى بضع أمتار في معظم الدول المطلة على المحيط.
وسجلت أقرب محطة من البركان في جزيرة تونجا ارتفاعا مقداره 125 سم قبل أن تتوقف عن العمل وشوهدت لقطات موجات التسونامي تنتشر داخل الأرض وتغرق منازل قريبة من الشاطئ وأدت إلى انقطاع كابلات الاتصال عن الجزيرة وسط أنباء عن وفيات دون حصر نهائي لحجم الأضرار .
كما سجلت موجات التسونامي على بعد ما يزيد عن عشرات المئات من الكيلومترات في اليابان وأمريكا والمكسيك والأكوادور وبيرو وتشيلي وأستراليا ونيوزيلندا مما تسبب في خسائر مادية ووفيات
وافقت جزيرة تونجا على تلقي المساعدات الإنسانية ولكن هناك تأخير في مراجعة الأمور الفنية بسبب احترازات وباء كوفيد-19 التي أدت تعثر وصول فرق الإغاثة حيث تتداخل عدة مخاطر مع بعضها البعض.
ورصد المركز الوطني المصري للبيانات الموجات منخفضة السعة الترددية من مختلف المستشعرات حول العالم حيث أن هذه الموجات دارت حول الأرض لفتين كاملتين وتم رصدهما بكثير من مستشعرات الضغط.